لا لخريف الأمازيغية بموريتانيا ... نداء انساني ثقافي
تعد الزناكية إحدى اللهجات المشكلة لمجموع اللغة الأمازيغية ، و ترتبط هذه التسمية ايضا بمجموعات بشرية متفرقة يتواجد متكلموها خارج موريتانيا ، كما هو الحال بالمغرب حيث تنتشر بالمناطق التي تقطنها قبائل صنهاجة بكل من تكنة و ايت باعمران ، كما أنها( أي اللهجة الزناكية) كانت منتشرة أيضا بالصحراء الغربية المغربية إلى أمد قريب قبل اندثارها بشكل كلي . حيث أدت هيمنة اللهجة الحسانية كلهجة للعنصر العربي الى القضاء على اللهجة الزناكية ضمن عملية صراع اللغات التي تتبع التغيرات التي عرفتها المنطقة بفعل السيادة السياسية التي حازتها قبائل بني حسان الوافدة على المنطقة منذ القرن 15 الميلادي ، و تراجع نفوذ القبائل الزناكية . و قد اتخذت عملية استعراب امازيغ هذه المنطقة أمدا امتد طوال فترة الصراع بين السكان الاصليين الامازيغ و الوافدين العرب ، و ما تمخض عنه من تقهقر العنصر الامازيغي داخل النظام القبلي الذي اعتلت فيه قبائل بني حسان قمة الهرم الاجتماعي باعتبارها قبائل حرب ، و بالمقابل توسط قبائل زناكة لهرم النظام القبلي باعتبارها قبائل زاوية ، فيما اتخذ العنصر الاسمر من المحررين (المستعبدين القدماء) موقعه اسفل قاعدة الهرم القبلي منفردا بوظائف اجتماعية خاصة تمثلت اساسا بامتهان بعض الحرف التقليدية . كما لا ننسى دور انقلاب الموازين الديمغرافية بالمنطقة ، حيث ساهمت العزلة و التقسيم الذين فرضتهما القوى الامبريالية الفرنسية بالمغرب و موريتانيا والاسبانية بالصحراء الغربية / جنوب المغرب ابان المرحلة الكولونيالية خلال القرن الماضي ، في الانصهار اللغوي للزناكيين الامازيغ سواء كقبائل كبيرة او فخذات صغيرة وسط القبائل الحسانية ، و يضاف الى هذا العامل تشارك المجموعتين في نمط العيش البدوي ( الترحال) في تسهيل عملية التغير والامتزاج ، اضافة الى المصالح المشتركة المتداخلة بشدة بين هذين العنصرين - الامازيغي الزناكي و العربي الحساني - في التوحد لمواجهة الاطماع و الوجود الاستعماريين ، ما تكرس معه امتزاجهما في مكون مولد يعرف في المنطقة بالبيضان ( تمييزا له عن السمر) .
و قد أدرجت منظمة اليونيسكو حسب هيئتها المتخصصة : لجنة القضاء على التمييز العنصري ( CERD)* الزناكية بموريتانيا في تقريرها لسنة 2009 ، ضمن اللغات المهددة بالانقراض ، واصفة وضعها بأنها تواجه خطرا شديدا . و يقدر عدد المتحدثين الحاليين باللهجة الزناكية داخل موريتانيا بنحو 4000 نسمة ، علما أنه لم يوجد أي إحصاء للزناكيين فيما مضى ، مما قد يجعل التقدير السكاني الحالي شاملا لأعداد كبيرة من السكان ممن تغيرت لغتهم الأم . و قد قدر الكونغريس الأمازيغي ( منظمة غير رسمية) في تقريره المقدم الى جنيف سنة 2004 عدد المتكلمين باللهجة الزناكية داخل موريتانيا بنحو 5000 نسمة ، فيما تذهب جهات أخرى الى أن تعداد الزناكيين الموريتانيين يفوق 10000 نسمة .
يقطن الأمازيغ المتحدثون باللهجة الزناكية أساسا في منطقة "الترارزة "، خصوصا في محيط "ركيز" ، و ايضا في منطقة "بوتليميت" و "مدردرة "، كما ان مجموعات منهم تسكن جنوبا بالقرب من الحدود مع السنغال .
و قد ورد هذا الانذار كما سلف الذكر ضمن أطلس اليونيسكو ( l atlas UNESCO) ضمن طبعته للسنة الحالية 2009 . و تجذر الإشارة الى أن أطلس اليونيسكو يعتمد مقياسا معياريا للغات التي توصف على أنها في وضعية خطر ، و يشمل هذا المقياس الذي يرصد وضعيات الألاف اللغات بالعالم تدرجا مضبوطا يشمل خمس درجات مختلفة ، و هي كالتالي :
1- لغة ضعيفة .
2- لغة في خطر.
3- لغة في خطر شديد .
4- لغة في وضعية أزمة .
5- لغة منقرضة عمليا .
و بناءا على المعطيات المقدمة أعلاه ، و إيمانا منا بمسؤولية الجميع في الحفاظ على كل إرث انساني ثقافي و لغوي ، ندعو كل الغيورين من الأشقاء الموريتانيين هيئات مسؤولة و مدنية و بضمنهم أمازيغ موريتانيا خصوصا ، و كذا كل المعنيين بحقوق الشعوب الأصلية و الحقوق الثقافية بكافة أرجاء العالم و كل الغيورين على اللغة و الثقافة الأمازيغية بما هي اللغة الأصلية داخل بلدان المغرب الكبير/ تمازغا امازيغا و عربا و افريكانيين عموما ، الى التدخل العاجل لانعاش اللهجة الزناكية و تمكينها من كل وسائل الاستمرار بما فيه تدريسها و العناية بها و تنمية مناطق الناطقين بها ، و مساواتها بباقي المكونات الثقافية الوطنية الموريتانية ضمن الرؤية البنيوية التقدمية للهوية داخل هذا البلد . حتى لا يؤول وضع الزناكية الموريتانية الى ما آل إليه وضع بعض لهيجاتها من اندثار تام .
و في الختام أدعو كل الأمازيغ لا سواء داخل دولهم الوطنية : موريتانيا و المغرب و الجزائر و ليبيا و تونس و مصر ( واحة عمون / سيوة) ، و لا الامازيغ الذين تقع اوطانهم تحت نير الاحتلال و الاستعمار : شعب الغوانشي (الاكناري) بارخبيل جزر الكناري ، و شعب ايموزاغ / ايموهاغ ( الطوارق) بكل من مالي و النيجر و باقي اقلياتهم بكل من دول التشاد و بوكينافاصو ، و كذلك امازيغ الشتات ( الدياسبورا) ببلدان اقامتهم ، ادعوهم جميعا لجعل سنة 2010 سنة لإنقاذ الأمازيغية بموريتانيا التي يتهدد الزناكية فيها خطر الإنقراض ، كما ادعوهم الى إتخاذ جميع المبادرات الفردية و الجماعية و بذل كافة الجهود المادية و المعنوية لأجل هذا الهدف الانساني و الثقافي النبيل ، و أقترح عليهم تنظيم قافلة ثقافية أمازيغية الى موريتانيا مع حلول العام الأمازيغي الجديد 2951 للتواصل و الدعم و التحضير لخطوة الاحتفال بالعيد السنوي الأمازيغي 01 يانيور ( 13 يناير حسب التقويم الميلادي).
---------------------
*CERD : هيئة مشكلة من خبراء مستقلين تراقب تنفيذ اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري من قبل الدول الأطراف الموقعة على الاتفاقية ، تنجز و تتلقى تقارير و تصدر توصيات بخصوص القضايا التي تشتغل عليها ، و التي تدخل في إطار موضوع حقوق الإنسان .
.
(يرجى ترجمة النداء الى كافة اللغات العالمية و توزيعه على اوسع نطاق بشكل عاجل ).
المصدر
http://www.ahewar.org
الثلاثاء 26 مايو 2020, 08:05 من طرف elhouceine
» موقع انزكان ايت ملول
السبت 25 أبريل 2020, 07:23 من طرف elhouceine
» موقع انزكان ايت ملول
السبت 25 أبريل 2020, 07:13 من طرف elhouceine
» مجموعة من العاب الفلاش اصدارات 2015
الجمعة 21 أغسطس 2015, 13:05 من طرف زائر
» كتب أمازيغية للتحميل-idlisn imazighn-livres amazighs
الثلاثاء 02 أبريل 2013, 16:12 من طرف elhouceine
» شاطىء امسوان-La plage de Imesouane-Aftas n imswan-nouvelles photos
السبت 23 مارس 2013, 17:38 من طرف elhouceine
» Tachelhit -Tassoussit le dialecte de SOUSS
الأحد 17 مارس 2013, 14:53 من طرف elhouceine
» من مدينة "دمنات "..إلى قرية "فاس".....
السبت 01 ديسمبر 2012, 16:46 من طرف elhouceine
» Nouvelles photos d'Essaouira-صور جديدة للصويرة-tiwlafin timaynutin n tassort
الثلاثاء 13 نوفمبر 2012, 07:39 من طرف elhouceine