منتدى سوس - المغرب - Forum de Souss-Maroc

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى سوس - المغرب - Forum de Souss-Maroc

مرحبا بكم في المنتدى رقم واحد لمنطقة سوس الكبير. هدا المنتدى خاص للتعريف بمنطقة سوس التي توجد جنوب المغرب--.Berrkat gh ulmuggar n souss

المواضيع الأخيرة

» موقع بالشلحة او تاشلحيت
الرايس الحاج بلعيد Emptyالثلاثاء 26 مايو 2020, 08:05 من طرف elhouceine

» موقع انزكان ايت ملول
الرايس الحاج بلعيد Emptyالسبت 25 أبريل 2020, 07:23 من طرف elhouceine

» موقع انزكان ايت ملول
الرايس الحاج بلعيد Emptyالسبت 25 أبريل 2020, 07:13 من طرف elhouceine

» مجموعة من العاب الفلاش اصدارات 2015
الرايس الحاج بلعيد Emptyالجمعة 21 أغسطس 2015, 13:05 من طرف زائر

» كتب أمازيغية للتحميل-idlisn imazighn-livres amazighs
الرايس الحاج بلعيد Emptyالثلاثاء 02 أبريل 2013, 16:12 من طرف elhouceine

» شاطىء امسوان-La plage de Imesouane-Aftas n imswan-nouvelles photos
الرايس الحاج بلعيد Emptyالسبت 23 مارس 2013, 17:38 من طرف elhouceine

» Tachelhit -Tassoussit le dialecte de SOUSS
الرايس الحاج بلعيد Emptyالأحد 17 مارس 2013, 14:53 من طرف elhouceine

» من مدينة "دمنات "..إلى قرية "فاس".....
الرايس الحاج بلعيد Emptyالسبت 01 ديسمبر 2012, 16:46 من طرف elhouceine

» Nouvelles photos d'Essaouira-صور جديدة للصويرة-tiwlafin timaynutin n tassort
الرايس الحاج بلعيد Emptyالثلاثاء 13 نوفمبر 2012, 07:39 من طرف elhouceine

أخبار

اقتباسات وأقوال

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

الزوار

free counters
Free counters

Search Engine Optimization


    الرايس الحاج بلعيد

    avatar
    elhouceine
    Admin


    عدد المساهمات : 526
    نقاط : 6404
    تاريخ التسجيل : 14/06/2011

    الرايس الحاج بلعيد Empty الرايس الحاج بلعيد

    مُساهمة  elhouceine الإثنين 29 أغسطس 2011, 15:40

    flower flower flower flower flower flower flower flower flower

    الرايس الحاج بلعيد
    الرايس الحاج بلعيد 2-1c0310

    يعتبر الرايس الحاج بلعيد قيدوما للأغنية الأمازيغية بدون منازع فهو شاعر , مبدع كبير,موسيقي رائع . أحد الرموز التارااااي اخية في المشهد الثقافي السوسي و لمغربي على العموم .
    بالنسبة للسوسيين و الامازيغ بصفة عامة, من تفراوت الى أفني,و من باريس الى بروكسيل في المهجر, يبقى الرايس الحاج بلعيد فلتة من فلتات التاريخ ربما لن يجود الزمان بمثلها ثانية. فهو فريد و غير قابل للتقليد, ما زالت مقطوعاته تتداول من جيل لجيل
    ''في كثير من منازل السوسسين تجد على الجدران صورة الحاج بلعيد بجانب صورة محمد الخامس'' يقول سعيد بوسيف –مدير شركة بوسيفون للتسجيلات الموسيقية الشهيرة من الخمسينات الى السبعينات .
    وبالرغم من وجود الكثير من الروايس المدججين بوسائل تقنية متطورة ,فأن جلهم لا يرقى الى مستوى الحاج بلعيد و لا يفكر الا في الربح التجاري .
    هل مضى فعلا عصر الحاج بلعيد؟
    ''ذلك العصر الذي – وهذا حقيقي فعلا- كان حينيمر فيه الحاج بلعيد باحد المداشر أو الدواويرتبكي الصبايا و النساء حبا و أعجابا بل أن البعض يغمى عليهن '' يقول لحسن بلحاج – مخرج سينمائي مغربي -

    الحاج بلعيد كان فعلا – رايس –يعني أستاذا كبيرا في ميدانه (مؤلف, ملحن ,مغني , و رئيس فرقته ) , لكنه كان أكثر من هذا كله , لقد كان – شاعرا – متمكنا من القوافي , رائعا في صوره التشبيهية و ملما بأسرار أمارغ(الحنين و الشعر و الموسيقى في اللغة السوسية )
    '' ليس متوفرا لآي كان أن يفهم نصوص الحاج بلعيد فكل بيت شعري عنه يعد صورة أو لوحة سواء كان ذلك في الاغاني الغرامية او التحريضية على تحرر المرأة أو تلك الاغاني التي تتطرق لاخلاقيات المجتمع '' يشهد الرايس أمنتاك

    أكثر من هذا , هل تعرفون الة الرباب؟ , تلك الالة الساحرة التي يحملها في يده على الصورة ,أنه هو أول من أدخلها في الميزان الموسيقي السوسي .

    أزداد الحاج بلعيد سنة 1873 ب أنو نعدي ( بئر عدي )
    بناحية تزنيت , لكنه سيمبر و يترعرع قرب ملاح يهودي بتهالة بمنطقة تارودانت , وهناك حيث يوجد أكبر تمركز لليهود البرابرة سيحتك بأكبر المغنيين و الشعراء اليهود السوسيين و على أيديهم سيتعلم الموسيقى .
    و نذ أن تعلم العزف سرق الاضواء من معلميه و أصبح أول من يدعى لأحياء الحفلات في المناسبات العائلية أو الموسمية .
    الرايس الحاج بلعيد كان من الأوائل الذين بادروا الى تسجيل أعمالهم فسافر الى باريس و سجل اسطوانات 78 دورة وعند من ؟ عند شركة ( باتي ماركوني ) من فضلكم .
    من طزائف هذه الرحلة أنه التقى هناك الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي كان بصدد تسجيل بعض أعماله بنفس الشركة '' فتعرفا على بعضهما و أعجب محمد عبد الوهاب بفن الحاج بلعيد و طلب من الحاج ان يكتب له ترجمة لأحد أعماله فأجابه الحاج بلعيد بأنه لا يحبد الترجمة و لا يحبد ان يكتب قصائده قبل ان يغنيها , فلم يصدقه عبد الوهاب , فأجابه الرايس الحاج بلعيد ما رأيك في هذا الرهان – أنظم فيك قصيدة الان و الحنها و أغنيها الان امامك هنا وربما سجلتها لكن هل تستطيع أن تفعل معي نفس الشيئ , لإاجابه عبد الوهاب الان صدقتك '' يحكي سعيد بوسيف .
    يجب الاشارة الى أن الحاج بلعيد جاب كل أنحاء المغرب من دوار الى دوار ومن مدشر الى اخر , يغني هنا و هناك بصحبة فرقته . ومع ظهور الفونوغراف كانت قرى برمتها تجتمع وسط الساحات في الهواء الطلق لتستمع , تفرح و تبكي مع روائع الرايس الحاج بلعيد .
    يشهد له التاريخ أنه غنى تقريبا كل المواضيع , للمرأة و النساء , للحب , غنى وقائع الحروب بين القبائل , للوطنية . لكن أروع ما غنى هو تلك القصيدة الطويلة خول موسم الحج وهي عبارة عن قصيدة مدتها 40 دقيقة تقريبا يحكي فيها تفاصيل سفره للديار المقدسة بدأ من ميناء الدار البيضاء الى حين عودته . قصيدة يفسر فيها فرائض الوضوء و طريقة الصلاة و محاسن الزكاة مع وصف مفصل لمناسك الحج , كل هذا بأسلوب فني راقي.
    تعد هذه القصيدة بالفعل مرجعا لتدريس مبادئ التربية الاسلامية سماعا لغير القارئين .
    كان معلما و نبراسا للعديد من الروايس الذين تلوه , كالرايس ساسبو و الرايس بوبكر أنشاد و الرايس بوبكر الزعري و غيرهم كثير .
    ماذا عن عائلته ؟ لا تتوفر لذينا معلومات كثيرة كل ما نعرف أن أحد أبنائه وهو كذلك رايس يعيش في حالة فقر مدقع بتزنيت . له كذلك أحفاد جلهم موسيقيون معروفون بالمنطقة .
    ماذا تبقى لنا من أرث الحاج بلعيد ؟
    بعض اسطوانات 45 دورة و بعض شرائط كاسيط تحافظ عليها بعض العائلات السوسية كحفاظها على فلدات الاكباد .
    أنه كنز ثمين و أتمنى صادقا أن أساهم يوما ما في أعادة الاعتبار لهذا الجبل المغربي الشامخ .
    سمعت مؤخرا عن شاب بفرنسا يدعى ( أيبا سعيد ) أعاد تسجيل ريبيرتوار الرايس الحاج بلعيد و نجح في ذلك نجاحا كبيرا على حد قول بعض المهتمين .

    ربما أعادنا هذا الشاب الى أجواء
    أثبير أومليل(اليمامة البيضاء)
    الطالب(العالم)
    بني يعقوب
    تالوين
    أييس(الجواد)
    المكينة(الفونوغراف)
    و غيرها
    روائع تذكرنا دائما بأن الحاج بلعيد ما زال بيننا .
    أمام أستحالة و جود تسجيلات للحاج بلعيد على الاقراص المدمجة , ارتأيت أن أسمعكم بعض أغانيه منشودة بصوت فنان سوسي اخر متميز و هو الفنان عموري مبارك
    الاولى قصيدة أجديغ أو الوردة
    الثانية أييس او الجواد
    الثالثة تالوين وهو اسم مدينة تاريخية باقليم سوس

    flower flower flower flower flower flower flower flower flower
    المصدر
    http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=31354


    عدل سابقا من قبل elhouceine في الإثنين 29 أغسطس 2011, 15:46 عدل 1 مرات
    avatar
    elhouceine
    Admin


    عدد المساهمات : 526
    نقاط : 6404
    تاريخ التسجيل : 14/06/2011

    الرايس الحاج بلعيد Empty يعتبر الحاج بلعيد من الروايس القدماء الذين عاشوا في اوائل القرن الماضي أي في فترة الحماية

    مُساهمة  elhouceine الإثنين 29 أغسطس 2011, 15:45

    flower flower flower flower flower flower flower flower

    يعتبر الحاج بلعيد من الروايس القدماء الذين عاشوا في اوائل القرن الماضي أي في فترة الحماية و كما نعلم فالاحتلال الفرنسي دخل الى المغرب سنة 1912 بعد توقيع عقد الحماية في مدينة فاس و الحاج بلعيد هو رجل عصره و هو يتميز بانه متدين و اغانيه الرائعة تتحدث عن خصوصياتنا الدينية كطلبة العلم الشرعي و رحلته الحجازية و هذا الفنان اعطى اهمية كبيرة للدين باعتباره مكونا اساسيا من مكونات مجتمعنا المحافظ و كما اهتم بالغزل الرمزي أي ان الحاج بلعيد استعمل لغة الرموز في اغانيه الغزلية كالحمام الابيض او اتبير اوميل في لغتنا الامازيغية الرمزية و الرمزية في الشعر الامازيغي تعتبر مهمة و اساسية على اعتبار انها تضيف قيمة اضافية لهذا الشعر و تسمح له في التطرق الى مواضيع حساسة كالغزل و الهوية الامازيغية كما سنرى لاحقا في هذه المقالات.
    و يعد الحاج بلعيد رمزا للتقاليد المحافظة التي نحترمها لانها ساهمت بشكل كبير في تربية أمهاتنا و في سنة 1930 سافر الحاج بلعيد الى العديد من البلدان كفرنسا حيث وجد مجتمعا مختلفا عن مجتمعه الامازيغي المسلم و تحدث عن هذا الاختلاف في اغانيه المعبرة عن معاني التشبث بقيم حضارتنا الاسلامية و هذا لا يعني بضرورة ان نترك التقدم الحضاري و الفكري في الحضارة الغربية لاننا نحتاج الى هذه الحضارة في تطوير مجتمعاتنا الاسلامية فكريا و ديمقراطيا .
    و مات هذا الرجل العظيم في سنة 1945 لكن بقيت مدرسته الغنائية و التاريخية و الحاج بلعيد ليس رجلا عاديا بل هو مؤرخ عصره التقليدي الذي علمنا الكثير من معانينا الجميلة كالاعتزاز بهويتنا الامازيغية و الدفاع عنها من الاكاذيب السخيفة .

    مدرسة الحاج محمد الدمسيري الواقعية
    يعتبر هذا الرايس من الروايس الاوائل الذين أدركوا ان الامازيغية كلغة و كثقافة اخذت تموت بدون شهادة وفاة بسبب الذي نعرفه جميعا.
    و هو محمد بن لحسن الدمسيري و ازداد سنة 1937 في تامسولت قبيلة البنسيرن بامي تانوت اقليم شيشاوة و تلقى تعليمه الاول بالكتاب القراني كما يفعل عامة الروايس و هذا يفسر بان فن الروايس يعطي اهتماما كبيرا للنصائح ذات ابعاد دينية و اخلاقية .
    و في سنة 1961 هاجر الدمسيري الى ألمانيا حيث كان يحيي سهرات خاصة للعمال المغاربة المنحدرين من الجنوب المغربي و بقي هناك حتى عاد الى وطنه العزيز و في سنة 1964 حيث بدا مساره الفني المتميز و في سنة 1969 التي ستعرف تحولا كبيرا بالنسبة لهذا الفنان اذ في هذه السنة ستقع له حادثة سير خطيرة و كانت هذه الحادثة شكلت بالنسبة له منعطفا خطيرا و نتيجتها كانت اصابته بكسور في عموده الفقري و هو الامر الذي تطلب عملية جراحية و قام بها حسب عائلته طبيب امريكي ورغم ذلك فقد بقى مقعدا أي معاقا في اللغة المعاصرة منذ ذلك التاريخ لكنه واصل طريقه التي اختارها فكان ان ابدع المئات من الاغاني الخالدة في شتى مواضيع هذه الحياة كالدين و النضال من اجل ترسيخ الوعي بان الامازيغين لهم عدة حقوق على مستويات مختلفة كالاعلام الذي يلعب دورا اسياسيا في التعريف بخصوصيات الشعوب الدينية و الحضارية .
    و كما اهتم هذا الرجل المناضل بقضايانا الاسلامية كالقضية الفلسطينية و خاصة قضية المسجد الاقصى الذي يدخل ضمن مقدساتنا الاسلامية و ليس العكس و الدمسيري كان يتمنى في احدى اغانيه ان يصلي في ذلك المكان الشريف و العظيم في قلوبنا كمسلمين في العالم .
    و مات هذا الرمز النضالي في صمت رهيب و يقول استاذنا محمد مستاوي في كتابه الحاج محمد الدمسيري شهادات و قصائد مختارة من اغانيه حقا ففي صمت رحل هذا الفنان الذي له شعبية كبرى يوم السبت الاخير بعد دخوله في غيبوبة استمرت لمدة 24 يوما تاركا وراءه ارثا فنيا ضخما و تاريخ مواقف شجاعة لا يعملها الا الفنانون الصادقون مع انفسهم و مع محيطهم و الحاج الدمسيري من فناني سوس القلائل الذين حملوا هم الثقافة الامازيغية و دافعوا عنها و مرة قال في امسية شعبية بالجنوب انني لا يهمني ان اضطهد او اعتقل لاني اعرف انه في نهاية المطاف لا بد من الموت .
    و هكذا سيبقى الدمسيري مدرسة اسست على قواعد الواقعية و التوعية بمختلف ابعادها الدينية و الاجتماعية و الهوياتية .

    flower flower flower flower flower flower flower flower flower
    avatar
    elhouceine
    Admin


    عدد المساهمات : 526
    نقاط : 6404
    تاريخ التسجيل : 14/06/2011

    الرايس الحاج بلعيد Empty ينحدر الرايس الحاج بلعيد من أسرة فقيرة، استقرت منذ تاريخ غير معروف في مدشر "ءانو ن عدو" بجماعة "ويجان" الواقعة شرقي إقليم " تزنيت" بمنطقة سوس.

    مُساهمة  elhouceine الإثنين 29 أغسطس 2011, 15:52

    flower flower flower flower flower flower flower flower

    ينحدر الرايس الحاج بلعيد من أسرة فقيرة، استقرت منذ تاريخ


    غير معروف في مدشر "ءانو ن عدو" بجماعة "ويجان" الواقعة شرقي إقليم " تزنيت" بمنطقة سوس. وهناك ولد في سنة غير محددة حتى الآن، إذ لم يستطع كل الذين كتبوا عنه تحديد سنة ميلاده إلا على وجه التقدير والاحتمال.
    والمعطيات المتوفرة في الموضوع ترجح أن يكون ميلاده أواخر الربع الثالث من القرن التاسع عشر إذا سلمنا بأن عمره كان يبلغ الستين عاما سنة 1933 حسب ما تناقله بعض الباحثين الفرنسيينن، فتكون ولادته بالتحديد ما بين 1870 و 1875.
    وقد نشأ الشاعر الرايس نشأة اليتم والعوز، إذ مات أبوه قبل أن يبلغ سن التمييز، وأدخلته أمه إلى كتاب مسجد القرية لعله ينال نصيبا من التعليم، لكن الظروف العائلية حالت دون ذلك بسبب حاجة الأم إلى عونه في إعالة إخوته الصغار، فاشتغل أجيرا في رعي الغنم في "ءيدا أو باعقيل" مقابل أجر زهيد.
    قضى الشاعر طفولة راعيا أجيرا، وتوطنت نفسه على مواجهة الطوارئ بنفس راضية، يناجي مزماره وينادي أقداره في أحضان طبيعة صامتة، ووسط لا يلتبسه الاخضرار دوما، ولا تفارقه ملامح القفر يوما، عبر غابات "أركان" في مجالات "ءيدا أو باعقيل" و "ءانزي".
    وأقبل الشاعر في هذه المرحلة من حياته على معاناته فتى صبورا، وقنوعا، لا سند له من الدنيا إلا أم تحنو عليه وتدعو له بالتوفيق، فيعطي لها كل حبه وتقديره وطاعته واحتماله، فهي الملجأ والعزاء في هذه الدنيا، إلى أن ساقت إليه العناية الربانية "شيخ رماة تازروالت" الشريف سيدي محمد أوصالح الذي انتدبه من أمه ليساعده مع مجموعته مقابل أجر معلوم، وكان هذا الشريف التازروالتي سببا في انتشال "بلعيد" العازف، الماهر على "لعواد" من أحضان الإهمال واليتم والضياع، ورعاية موهبته الفذة التي لا تزال نبتة دفينة في صدره.
    وفي تزروالت لاح للشاعر فجر جديد، وامتد به أفق من الآمال مديد، فانطلق معانقا "عواده" ومناجيا "لوطاره" و "ربابه" وتعرف على أصول العزف والغناء وأساليبه، في بيئة محافظة متمسكة بالقيم الدينية والأخلاقية التي تتضوع بها قصائده، فتى ذكيا، فطنا، لبيبا، لبقا، خلوقا، قنوعا، عفيفا على المحرمات، عزوفا عن الشهوات الحمقى، عزيز النفس، كريم الطبع، لا تغريه المظاهر، ولا تستهويه المباهج البراقة، حريصا على استمرار مودته بالناس، وامتداد روابط علاقاته في غير تكلف.
    وقد كانت "تزروالت" فضاء واسعا وتربة خصبة تفتحت فيها عبقرية الحاج بلعيد، واكتسب فيها قبل المهارة الفنية، يقظة الروح، ونقاء النفس، واستقامة السلوك كفنان مبدع، وظلت هذه الثوابت أساس تعامله وتصرفه في حياته الفنية بعد ذلك، حتى حين كان ضمن مجموعة "الروايس" الأولى التي رافقها بعد مغادرته تازروالت، لينظم إليها في سياحاتها الفنية فترة قصيرة، ثم لينفصل عنها مكونا مجموعته الأولى التي كان من أفرادها الرايس محمد بودراع التازروالتي، ومولاي علي الصويري، ومبارك بولحسن وآخرون، وكانت هذه المرحلة التاريخية من حياة الشاعر الفنية غنية بالتجارب والمكاسب، مليئة بصخب الشهرة، والعلاقات الشخصية مع مختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية، من رجال المخزن، والحكام، ورجال السلطة، والنفوذ، والوجهاء، والأعيان، والتجار، والعلماء، والفقهاء، والمتصوفة وغيرهم.
    وطوال حياته الفنية، كان الحاج بلعيد ينزل على هؤلاء "رايسا" موهوبا، وفنانا محبوبا، يكرمون وفادته، ويخصصون له مكانا خاصا لمجموعته مع كامل التقدير والاحترام. على عكس غيره من الروايس الذين يتجولون في الأسواق والمداشر والقبائل، هائمين على وجوههم.
    وقد كان تفوق الحاج بلعيد بارزا على معاصريه من الروايس الذين سبقوه إلى التسجيل ما بين 1930 و1936 أمثال: بيهي ابن بوعزة، ومحمد بودراع التازروالتي، وأحمد بن سعيد، ومحمد بن الحسن، ومحمد بن يهي، ومبارك بن محمد، ومولاي علي الشحيفة، وبوبكر أزعري وغيرهم، وذلك لانفراده بخصائص لم يشاركه فيها إلا قليلا منهم، أمثال عبد النبي التناني، ومبارك بولحسن، وبوبكر أنشاد، والرايس بوجمعة الراسلوادي، في براعة العزف، والصوت الرائق الجميل، وحسن الإلقاء، وحذق التلوين اللحني، نفيا للرتابة الطاغية عند كثير غيرهم.
    وشاءت ظروف التنقل والترحال أن يربط علاقته بكثير من ذوي النفوذ والمال والوجاهة والعلم والصلاح، فكان فنانهم ومؤنسهم المفضل، لحسن أخلاقه ونباهته وقوة شخصيته الفنية وإبداعاته المؤثرة الرائعة، في ظرف لم يقتصر فيه دور الروايس على الإنشاد والغناء والتطريب والإمتاع فحسب، بل كانوا أداة لنشر المحاسن والمفاخر، وأبواقا لنشر محامد الناس والكرماء منهم على وجه الخصوص، وبث محاسن البلدان، ونقل الأخبار، والألحان والاشعار، والمعلومات من مكان ومن منطقة إلى أخرى.
    وفي هذا الإطار الاجتماعي والاقتصادي، كان الحاج بلعيد يتنسم أنسام تلك الآفاق، وينبض قلبه الخفاق، وتمتلئ بمشاهدها الأصداء… فيضج الرباب، ويصدح لسانه بالغناء، راسما المشاعر والأحاسيس التي تنتابه في ذلك الواقع، فكان بحق شاهدا صادقا على عصره، ومؤرخا أمينا لأحداثه وقيمه وأفكاره وعواطفه، فكان رايسا مثقفا، لا ككل الروايس في غزله ووصفه، وفي نقده لمساوئ مجتمعه، واضح الحجة، حكيما في خطابه، قوي الدليل في العتاب والشكوى، صادق القول والدعوى في مدارج العشق والنجوى، عارفا بأصول التراث الفني الأمازيغي السوسي وقواعده، من قصص دينية وعاطفية، وأمثال وحكم، متمرسا في أساليب الإلقاء الشعري والغنائي المتوارثة عن شيوخ "مدرسة تارايست" بسوس، بارعا في التلوين الصوتي، خفضا ورفعا، سرعة وبطئا على أوتاره الصوتية الحادة المنغومة، مما ينم عن غنى محفوظه من الألحان والإيقاعات الأصلية المتواترة عن الأسلاف، والتي أعاد صياغتها من روحه، وطبعها بطابع عصره، وعلى طريقته في الإنشاد، فكان له فضل تدوينها، والسبق إلى تجديد روايتها في الناس، وتخليدها فيهم على الاسطوانات…لتحكي عن ملامح الخلق والإبداع من فترة ما قبل الاحتكاك بالغرب المسيحي، وتبقى رمزا تاريخيا فنيا يجسد الحد الفاصل بين ألوال الطبائع الأمازيغية السوسية وألوانها الزاهية الأصيلة، وبين الفجاجة والنعيق والإسفاف المتفاحش مع نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، وتزايد المؤثرات الجديدة لبريق التمدن الصناعي وأخلاقه وقيمه المزيفة في الفكر، والفن، والسلوك، وسبل الكسب والعيش…مما كان له انعكاس قوي في مدرسة "تارايست" بعد جيل الحاج بلعيد.
    مات الحاج بلعيد في منتصف الأربعينيات من القرن العشرين، في صمت وغفلة من الناس عن أمثاله، وفي ظروف تحكمها أهوال الكوارث الطبيعية من أوبئة ومجاعات، وتسودها الصراعات السياسية العالمية المتتالية قبيل الحرب الكونية الثانية.
    في هذه الظروف، مات الشاعر، وأسلم الروح لبارئها مابين 1943 و1948، بعد عطاء زاخر، وإمتاع مستمر لأزيد من نصف قرن، وترك ابنه الرايس محمد بن بلعيد وفي عمره سبع سنوات، كما ترك "تارايست" في أوج ازدهارها مع الروايس: الرزوق، والحسين بن أحمد، وبعبيش، ومحمد الصويري الكبير، وأزعري، ومولاي علي وآخرون ممن كانت لهم بصمات في فن تارايست شعرا ولحنا وانشادا.
    وما تزال أشعار وأغاني الرايس الحاج بلعيد خالدة إلى اليوم يتغنى بها الأمازيغ شيبا وشبابا، شاهدة على روعة وعبقرية مبدعها الأول، وقد قامت مجموعة من الفرق الغنائية المعاصرة بإعادة غناء ميراث الحاج بلعيد بلمسة عصرية، وبآلات موسيقية حديثة متطورة، دون تغيير للحنها الأول، ولا تبديل لكلماتها التي ألفها عبقري ومعجزة الشعر السوسي، الحاج بلعيد.

    flower flower flower flower flower flower flower flower
    المصدر
    http://tofal3azt.forummaroc.net/t3-topic

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر 2024, 03:37