المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف
بقبيلة أيت مزال
* * *
تقع المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف بمنطقة الخمسان، في جماعة أيت مزال بدائرة أيت باها، إقليم شتوكة أيت باها، في الطرف الغربي من قبيلة أيت مزال، على الضفة الجنوبية لوادي أيت مزال، وأقرب القرى المزالية إليها هي قرية تادارت وتقابلها في الضفة الشمالية لهذا الوادي، كما تقع بجنوبها الشرقي قرية أكركم وقرية إيسلكان، وفي غربها قرية إيبرشواين، وفي جنوبها يقع الجبل الذي يستقر عليه أكادير نايت مزال في أعلى قمته.
وقد كانت تيمزكيدا واسيف تعرف قديما لدى الموثقين القدماء من أهل سوس بالاسم العربي وهو (مدرسة الواد بأيت مزال) وهو تصرف لغوي خاص بهم كانوا يستعملونه لتقريب فهم معنى اسمها أو عنوانها الى المخزن المركزي، وهذا هو المعمول به لدى الموثقين قديما في جميع الأقطار السوسية
وقد عرفت هذه المدرسة منذ القدم بدورها التاريخي في تربية أجيال من الفقهاء والعلماء والقضاة ورجال العدل وطلبة القرآن، ظهرت آثارهم فيما وراء جبال الأطلس الصغير، الى المدن العلمية الكبرى مثل تارودانت ومراكش وفاس
ولا يعرف تاريخ تأسيسها بالضبط، بسبب عدم توفر أية وثيقة تؤرخ لذلك، بل إن خزانة هذه المدرسة فارغة كليا، ولا توجد بها أية وثيقة تاريخية، وهذا هو الغريب في أمر هذه المدرسة العتيقة، التي يعرفها القاصي والداني، ولا يمكن حصر من مر فيها من العلماء والفقهاء والطلبة عبر الأجيال الماضية، وذات مرة أثناء زيارتنا لهذه المعلمة مع وفد جمعية أيت مزال، سألنا محاضرها إن كانت المدرسة تتوفر عن خزانة وكتب دينية أو علمية أو تاريخية كمراجع للعلماء السابقين، فأجابنا أنه منذ تولي تسيير ومشارطة المدرسة وجد خزانتها فارغة من الكتب والوثائق، إلا ما تتوفر عليه من المصاحف الحديثة، ويعتمد المحاضر على كتبه الخاصة لتدريس الطلبة، وكان هذا الحديث الذي تداولناه سببا في إغناء خزانة هذه المدرسة، حيث رفعنا تقريرا الى مكتب جمعية أيت مزال طالبين من الجمعية تجهيز مكتبتها بالكتب الدينية والعلمية، تدعيما لنشاط هذه المدرسة، وإغناء لخزانتها بمختلف المراجع اللازمة لطلبة العلم، وقد تم ذلك بعون من الله، وتحقق المراد، وقد أصبحت الآن من أغنى المكتبات في المنطقة، مما جعل طلبة العلم ينهلون معارفهم بين صفحات ذخيرتها الفكرية والعلمية، وازدادت نشاطا حتى بلغ عدد طلبتها ما بلغ من العدد الذي فاق المائة والعشرون طالبا.
انظر موضوع إغناء خزانة تيمزكيدا واسيف
أما بالنسبة لتاريخ المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف، فالاعتماد ضروري على تراجم أعلامها وتاريخ ملازمتهم إياها ومشارطتهم فيها، ولبلوغ هذه الغاية لابد من تقسيم تاريخها الى ثلاث مراحل زمنية، حتى نتمكن من الإلمام بجميع جوانب تاريخها القديم، وهذه المراحل هي
أولا - فترة ما قبل الحماية : وهي فترة المغرب الحر المستقل، وتتميز هذه الفترة بنوعية خاصة من العلماء والفقهاء، ولا توجد لدينا معلومات كافية عن هؤلاء العلماء، وهذا لا يعني أنهم اختفوا من الوجود، ولكن ظهور أسمائهم ينتظر الإفراج عن وثائقهم المقبورة لدى بعض أهالي قبيلتنا، ونتمنى أن تكون هذه النافذة، حافزا لهم على إظهار هذه الثروة الفكرية والعلمية ليستفيد منها الجميع، وهناك إشارات لأعلام هذه الفترة وخاصة المتأخرين منهم والذين عاشوا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ويرجع الفضل في اكتشافهم الى الباحثين من العلماء الذين عاصروهم، أو أخذوا عنهم أو علموهم، ومن أبرز الباحثين الذين أرخوا لهم العلامة سيدي محمد بن احمد الاكراري في كتابه روضة الأفنان في وفيات الأعيان المؤرخ عام 1351هـ، وقد لخصه العلامة المختار السوسي في كتابه طاقة ريحان من روض الأفنان، عام 1357هـ، كما ورد ذكرهم لدى علماء آخرين أمثال الفقيه سيدي امحمد بن ابراهيم الاكراري، كما ترد في بعض الوثائق المحلية هنا وهناك، معلومات عن وجودهم، وسنتطرق إليها في حينها إن شاء الله، ومن أشهر العلماء المحاضرين بهذه المدرسة في هذه الفترة
- العلامة سيدي احمد أوجمل الامزالي : عالم شهير ذكره المختار السوسي في كتابه المعسول، فقال عنه : من أكابر أساتذة أواسط القرن 13هـ، وتخرج على يد العلامة أبي سالم ابراهيم الإكراري، ثم أخذ عن العلامة احمد التمكيدشتي، وأقام مدة في إكرار، للدراسة في زاوية شيخه، ثم انتقل إلى مدرسة أيت عمرو بشتوكة فملأها علما حوالي 1250هـ، وكان من أكابر المتفننين المولعين بالتدريس، وكان متقشفا للغاية، وله شهرة طائرة في العبادة والعلم والصلاح، وتوفي بعد 1270هـ موافق 1854م وكانت ولادته قبل سنة 1200هـ موافق 1786م
- العلامة سيدي الحسن بن احمد أوجمل الامزالي : هو ابن العلامة سيدي احمد أوجمل المزالي الشهير، وقد ذكره المختار السوسي في كتابه المعسول، فقال عنه : علامة جهـبذ ذو صراحة بالحق لا يخشى أحدا، وتخرج على يد العلامة عبدالله اليوفتركائي ثم جال في النوازل جولان المصرح بالحق غير آبه لذي سطوة، فكان لا يتوانى على إشادة الحق فأداه ذلك الى أن فتك به أحد من حكم عليه نحو 1319هـ موافق 1901م، وأضاف الى أن في عائلة آيت أوجمل غير هؤلاء لا نعرفهم. انتهى كلام المختار السوسي، وفي كلامه هذا يشير العلامة المختار السوسي أن علينا نحن الجيل الحاضر أن نكمل ما لم يبلغه هو، وأن نبحث فيما خفي عن الباحثين القدماء والذين لم يتمكنوا من سبر أغوار أعلام بلاد شتوكة الجبلية الذين غيبتهم مجاهل التاريخ بالاهمال والنسيان، وهذا ما نتمنى أن نزيح عنه غبار الركون تحت الجذران المهددة بالخراب والدمار
- العلامة سيدي الحسن بن احمد بن عبدالله التسكدلتي الايلالني : علامة كبير من قبيلة تاسكدلت التابعة لاتحادية قبائل ايلالن، وكان من أشهر المشارطين بالمدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف بقبيلة أيت مزال في هذه الفترة، وقد تخرج على يديه عدد من العلماء، ومنهم العلامة سيدي ابراهيم المسفيوي المزالي، والذي سيخلفه في المشارطة بمدرسة تيمزكيدا واسيف، وقد ورد ذكره في ذكره في المدرسة بين سنتي 1866 – 1893م
- العلامة سيدي امحمد بن الحسن التسكدلتي : نجل العلامة سيدي الحسن التسجدلتي السابق، وقد خلف والده في مشارطة تيمزكيدا واسيف، وكان من كبار العلماء المحاضرين والمشارطين بالمدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف، وقد خلفه العلامة سيدي ابراهيم المسفيوي المزالي تلميذ والده، في تسيير هذه المدرسة
- العلامة سيدي ابراهيم بن محمد المسفيوي الامزالي : علامة أمزالي ينتمي الى قرية إيسلكان بمنطقة الخمسان وهي إحدى مناطق قبيلة أيت مزال، وتقع بالقرب من سد أهل سوس، وكان نائبا لقاضي تارودانت، ومحاضرا بين سنتي 1870-1875م، في تيمزكيدا واسيف، وقد ذكره المختار السوسي في كتابه المعسول، فقال : عالم مزالي أخذ عن العلامة الحسن التسكدلتي الايلالني في تيمزكيدا واسيف ثم شارط بعد تخرجه في مدرسة تاسكدلت ودرس فيها وكان فقيها جيدا مشاركا متخصصا في الحساب ذا خلق طيب وقد رأينا بعض من أخذوا عنه وتوفي سنة 1328هـ موافق 1910م، وترك ولده سيدي احمد المسفيوي من فقهاء القبيلة، والمعاصر للعلامة المختار السوسي
- الفقيه سيدي يدر بن مبارك المجوطي : ورد ذكره في الوثائق بأنه كان قارا بمسجد الواد أيت امزال بين سنتي 1870 – 1875م
- الفقيه سيدي أحمد بن محمد بن امحمد الرسموكي : نسبة الى قبيلة إداكوارسموك، شرق مدينة تيزنيت، ورد ذكره في الوثائق بأنه كان قارا بمسجد الواد سنة 1878م
- الفقيه سيدي احمد بن ابراهيم الزيكي : نسبة الى قبيلة إداوزيكي التي تقع في أراضيها بلدة أمسكروض، وقد ورد ذكره في الوثائق بأنه كان قارا بمسجد الواد أيت امزال بين سنتي 1893 – 1894م
- الفقيه سيدي امحمد بن عبدالله التملي : ورد ذكره في الوثائق بأنه كان قارا بمدرسة الواد أي تيمزكيدا واسيف بأيت امزال سنة 1902م
- الفقيه سيدي الطيفور بن عبدالله أوجمل الأكركمي الامزالي : ورد ذكره في الوثائق بأنه كان قارا بمدرسة الواد أي تيمزكيدا واسيف بأيت امزال سنة 1902م
ثانيا - فترة الحماية الفرنسية : وهي الفترة التي ظهر فيها مجموعة من الأعلام المتخرجين في هذه المدرسة واشتغلوا في ميادين العدل والقضاء والإفتاء، فاشتهر أمرهم حتى عينتهم السلطات في مراكز القضاء بالقطر السوسي مثل تيزنيت وتارودانت، وتنقصنا أيضا المعلومات الكافية عن تراجم علماء هذه الفترة وآثارهم، إلا ما ورد في كتب مؤرخنا العلامة المختار السوسي، ومنها كتاب (المعسول) و (سوس العالمة) و (رجالات العلم العربي في سوس) وأشهر من تولى تدريس طلبة مدرسة تيمزكيدا واسيف في هذه الفترة هم
- الفقيه سيدي العربي بن مولاي علي نيت أوعدي الورغني : من أهالي قرية أيت وارغن بأفلا واسيف المزالي، وكان حيا بين سنتي 1883 – 1927م، وهو من الفقهاء والعدول الموثقين، ورد اسمه في خواتم الرسوم والوثائق، أنه كان من الفقهاء القارين بمدرسة الوادي المزالية (تيمزكيدا واسيف) من سنة 1922 إلى 1927م، ولا نعلم هل كان من القيمين على المدرسة أم أحد طلبتها
- العلامة سيدي اليزيد الودريمي : من الفقهاء الذين شارطوا في المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف، في فترة الحماية، وهو من أهل قبيلة أيت وادريم، المجاورة لقبيلة أيت مزال غربا، وكان يشغل قاضي بقبيلة تاسجدلت التابعة لاتحادية قبائل إيلالن، كما كان محاضرا بتيمزكيدا واسيف الى سنة 1369 هـ موافق 1950م
- العلامة سيدي احمد بن موسى الرسموكي : من الفقهاء المشهورين الذين شارطوا في المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف بقبيلة أيت مزال، وهو علامة مقرئ ومتخصص في القراءات السبع، وتنقصنا معلومات كثيرة حول هذه الشخصية العلمية، الذي ينتمي الى قبيلة إداكوارسموك التابعة لاتحادية قبائل إداولتيت، والواقعة مجالاتها الترابية شرق مدينة تيزنيت
- العلامة سيدي امحمد أو العوينة : نسية الى بلدة تالعينت الشهيرة في ضواحي تيزنيت، وهو أيضا من الفقهاء المشهورين الذين شارطوا في المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف بقبيلة أيت مزال، وتنقصنا معلومات كثيرة حول هذه الشخصية العلمية سواء الشفوية أو الكتابية، مع قرب عهده، وقد خلفه في المشارطة العلامة سيدي احمد بن ابراهيم المسفيوي المزالي
- العلامة سيدي يدر بن امحمد من تكوست الوسوي : من علماء قبيلة أيت واسو، التابعة لاتحادية قبائل ايلالن، وكان ملازما بمسجد الواد أي تيمزكيدا واسيف بأيت امزال بين سنتي 1924 – 1939م
- العلامة سيدي احمد بن ابراهيم المسفيوي الامزالي : علامة أمزالي ينتمي الى قرية إيسلكان بمنطقة الخمسان بقبيلة أيت مزال، وهو أيضا من الفقهاء المشهورين الذين شارطوا في المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف بقبيلة أيت مزال، وهو نجل العلامة المذكور سابقا، والذي شارط قبله في هذه المدرسة وهو والده سيدي ابراهيم المسفيوي المزالي، وقد ذكره المختار السوسي في كتابه المعسول، وكان معاصرا له، وقد ورد ذكره في الرسوم أنه كان حاضرا بالمدرسة بين سنتي 1939 – 1942م
- العلامة سيدي محمد بن امحمد المسفيوي الامزالي : علامة أمزالي من قرية إيسلكان بمنطقة الخمسان بقبيلة أيت مزال، وهو آخر محاضر للمدرسة في شكلها ونمطها القديـم، حيث توقفت الدراسة فيها فترة لترميم بنائها وكانت هذه المبادرة الاصلاحية سببا في تأسيس أول جمعية مزالية ضمت جميع فعاليات سكان قبيلة أيت مزال من الرعيل المخضرم والذي عاصر فترة الحماية والاستقلال، وكانت تحمل اسم (اللجنة الاسعافية المزالية) وكان ذلك سنة 1956م
- الفقيه سيدي الحسين بن عبدالله أوجمل الامزالي : من قرية أكركم بمنطقة الخمسان بأيت مزال. ورد ذكره بأنه كان حاضرا في تيمزكيدا واسيف بين سنتي 1927 – 1931م
- العلامة سيدي الحاج سعيد بن سعيد المشكيكيلي : نسبة لقبيلة إيمشكيكيلن، العلامة القاضي، والنائب عن قضاة مدينة تيزنيت في منطقة أيت باها، وهو أيضا من خريجي مدرسة تيمزكيدا واسيف في أوائل القرن العشرين، وكان في زمانه قطبا في الافتاء، ومرجعا في فك النوازل، وعلما بارزا في علوم الشريعة
ثالثا - فترة ما بعد الاستقلال : وتتميز هذه الفترة بالتجديد الذي طال المدرسة العتيقة، من جميع جوانبها سواء العمرانية أو الادارية، وهي الفترة التي نعاصرها، وأبرز تغيير حدث في هذه الفترة هو تجديد المدرسة، وذلك في فجر الاستقلال، سنة 1956م، حيث قامت أول جمعية مزالية تدعى (اللجنة الاسعافية المزالية) بتأسيس معلمة علمية جديدة بجوارها وهي المعهد الاسلامي، وخصصت لها هيأة مقتصدية تتكفل بتسييرها وتمويل نفقاتها واحتياجاتها، كما عملت على إدراجها ضمن فروع المعهد الاسلامي الرئيسي بمدينة تارودانت، وفي أواخر القرن العشرين وفي إطار عصرنة التعليم توقف التدريس في هذا المعهد، وانكمش التعليم الديني في فصوله، وأدخلت بنايتها ضمن المجموعة المدرسية الابتدائية العصرية، المسماة (مجموعة مدارس ابن تيمية)، وقد سلم الله قبل ذلك بناية تيمزكيدا واسيف القديمة من الهدم أثناء تجديد المعهد الاسلامي المتوقف، فبقيت تنتظر دورها التاريخي لتعيد أمجاد ماضيها العلمي والأصلي، وهي الآن لا زالت تؤدي رسالتها كمعهد للعلم ومنهل للعرفان، ومن أشهر علمائها المحاضرين في هذه الفترة
- العلامة سيدي احمد بن امحمد التسجدلتي : علامة سوسي ينتمي الى قبيلة تاسكدلت التابعة لاتحادية قبائل إيلالن، وهو أول فقيه مشارط في المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف بأيت مزال، بعد تجديدها، من طرف أول جمعية مزالية بعد الاستقلال، سنة 1956م وهو نجل العلامة سيدي امحمد التسجدلتي الذي كان محاضرا فيها سابقا من الرعيل الأول من فقهاء هذه المدرسة قبل الاستقلال
- العلامة سيدي عبدالله أزاك البوشواري : علامة من عائلة أيت بوشوار الشهيرة، وينتمي الى قرية تاغرابوت بقبيلة أيت فالاس التابعة لاتحادية قبائل أيت وادريم، وهو ثاني محاضر شارط في المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف بأيت مزال، بعد تجديدها، مخلفا من سبقه الى المشارطة فيها، وهو الفقيه سيدي احمد بن امحمد التسجدلتي
- العلامة سيدي الحاج مبارك الدريوش الشتوكي : العلامة السوسي الغني عن التعريف لشهرته وصيته الواسع، ينتمي الى قرية أمهايش بالقليعات، شمال مدينة بيوكرى، في وسط منطقة أشتوكن بسهل سوس، وهو المحاضر الحالي في المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف، ويتميز هذا العلامة بعلمه ونشاطه ومثابرته في عمله، وقد أضاف حضوره في هذه المدرسة شأنا أكثر مما كانت فيه، وازداد عدد طلبتها في عهده، فبلغ عددهم أكثر من مائة وعشرين طالبا، وتخرج على يديه عدد مهم من الفقهاء والخطباء والأئمة وغير ذلك من مجالات العمل الاسلامي، وقد عين أغلبهم في مدارس إسلامية بمختلف ربوع القطر السوسي
تلك مجموعة من أعلام ومشايخ المدرسة الذين توفرت لدينا معلومات عن وجودهم، وما خفي عنا منهم ليس بقليل ولا يمكن حصرهم لعراقة تاريخها وقدم وجودها، ولن نفقد الأمل في اكتشافهم واستقصاء أخبارهم، وإبراز دور المدرسة الكبير في تنوير منطقة سوس قاطبة بالعلم والمعرفة وإبلاغ رسالتها الدينية، إلى جانب مثيلاتها من المدارس العتيقة المتواجدة في القبائل المجاورة المحيطة بدائرة أيت باها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، مدرسة سيدي عمرو ومدرسة تيمزكيد اوسرير بأيت مزال، ومدرسة للا تاعلات ومدرسة سيدي بوسعيد بتاسكدلت، ومدرسة سيدي بومهدي بهلالة، ومدرسة تينودي ومدرسة أسغركيس بأيت والياض، ومدرسة تانالت بأيت صواب، ومدارس أخرى في أيت وادريم وإداوكثير وأيت تيدلي وإداكنيضيف وأشتوكن إلى غير ذلك من المدارس العتيقة السوسية العديدة، والتي لا يمكن سردها في هذه العجالة، وقد جمعها العلامة المختار السوسي في كتابه الشهير (سوس العالمة)
مرافق تيمزكيدا واسيف العتيقة
وبالنسبة لمرافق المدرسة العتيقة فبالرغم من تجديد بنائها في بداية الستينات لا زالت تحافظ على طابعها القديم وهذا من حسن تصرف المجددين وتفهمهم للمعمار التاريخي والمحافظة على أصالته، بعكس ما تعرضت له منافستها المزالية بمنطقة أفلا واسيف وهي تيمزكيد اوسرير، حيث تم تجديدها كليا ولم يبق من أثرها القديم إلا بعض المرافق الخارجية
ومن مرافق مدرسة تيمزكيدا واسيف مقصورة الصلاة وقاعة الدروس وغرف الطلبة وخزانة الكتب الجديدة وصالة للاستقبالات وأخربيش، وهو المكان المخصص للحطب، ومخزن للتموين، ولها بابان أحدهما مفتوح على ضفة الوادي وهو أقدمها ويتميز بزركشته الخشبية الجميلة والثاني مفتوح على الطريق المارة بجوارها والقاصدة سد أهل سوس
هذه مقدمة مختصرة عن التعريف بالمدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف، على أن نرجئ تفاصيل أخبارها وباقي المعلومات حول هذه المعلمة الاسلامية المزالية الخالدة الى المواضيع القادمة
-----------------------------------
تحرير : محمد المزالي
zalmadi-mohamed@hotmail.com
http://timezguida-ouassif.blogspot.com/
بقبيلة أيت مزال
* * *
تقع المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف بمنطقة الخمسان، في جماعة أيت مزال بدائرة أيت باها، إقليم شتوكة أيت باها، في الطرف الغربي من قبيلة أيت مزال، على الضفة الجنوبية لوادي أيت مزال، وأقرب القرى المزالية إليها هي قرية تادارت وتقابلها في الضفة الشمالية لهذا الوادي، كما تقع بجنوبها الشرقي قرية أكركم وقرية إيسلكان، وفي غربها قرية إيبرشواين، وفي جنوبها يقع الجبل الذي يستقر عليه أكادير نايت مزال في أعلى قمته.
وقد كانت تيمزكيدا واسيف تعرف قديما لدى الموثقين القدماء من أهل سوس بالاسم العربي وهو (مدرسة الواد بأيت مزال) وهو تصرف لغوي خاص بهم كانوا يستعملونه لتقريب فهم معنى اسمها أو عنوانها الى المخزن المركزي، وهذا هو المعمول به لدى الموثقين قديما في جميع الأقطار السوسية
وقد عرفت هذه المدرسة منذ القدم بدورها التاريخي في تربية أجيال من الفقهاء والعلماء والقضاة ورجال العدل وطلبة القرآن، ظهرت آثارهم فيما وراء جبال الأطلس الصغير، الى المدن العلمية الكبرى مثل تارودانت ومراكش وفاس
ولا يعرف تاريخ تأسيسها بالضبط، بسبب عدم توفر أية وثيقة تؤرخ لذلك، بل إن خزانة هذه المدرسة فارغة كليا، ولا توجد بها أية وثيقة تاريخية، وهذا هو الغريب في أمر هذه المدرسة العتيقة، التي يعرفها القاصي والداني، ولا يمكن حصر من مر فيها من العلماء والفقهاء والطلبة عبر الأجيال الماضية، وذات مرة أثناء زيارتنا لهذه المعلمة مع وفد جمعية أيت مزال، سألنا محاضرها إن كانت المدرسة تتوفر عن خزانة وكتب دينية أو علمية أو تاريخية كمراجع للعلماء السابقين، فأجابنا أنه منذ تولي تسيير ومشارطة المدرسة وجد خزانتها فارغة من الكتب والوثائق، إلا ما تتوفر عليه من المصاحف الحديثة، ويعتمد المحاضر على كتبه الخاصة لتدريس الطلبة، وكان هذا الحديث الذي تداولناه سببا في إغناء خزانة هذه المدرسة، حيث رفعنا تقريرا الى مكتب جمعية أيت مزال طالبين من الجمعية تجهيز مكتبتها بالكتب الدينية والعلمية، تدعيما لنشاط هذه المدرسة، وإغناء لخزانتها بمختلف المراجع اللازمة لطلبة العلم، وقد تم ذلك بعون من الله، وتحقق المراد، وقد أصبحت الآن من أغنى المكتبات في المنطقة، مما جعل طلبة العلم ينهلون معارفهم بين صفحات ذخيرتها الفكرية والعلمية، وازدادت نشاطا حتى بلغ عدد طلبتها ما بلغ من العدد الذي فاق المائة والعشرون طالبا.
انظر موضوع إغناء خزانة تيمزكيدا واسيف
أما بالنسبة لتاريخ المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف، فالاعتماد ضروري على تراجم أعلامها وتاريخ ملازمتهم إياها ومشارطتهم فيها، ولبلوغ هذه الغاية لابد من تقسيم تاريخها الى ثلاث مراحل زمنية، حتى نتمكن من الإلمام بجميع جوانب تاريخها القديم، وهذه المراحل هي
أولا - فترة ما قبل الحماية : وهي فترة المغرب الحر المستقل، وتتميز هذه الفترة بنوعية خاصة من العلماء والفقهاء، ولا توجد لدينا معلومات كافية عن هؤلاء العلماء، وهذا لا يعني أنهم اختفوا من الوجود، ولكن ظهور أسمائهم ينتظر الإفراج عن وثائقهم المقبورة لدى بعض أهالي قبيلتنا، ونتمنى أن تكون هذه النافذة، حافزا لهم على إظهار هذه الثروة الفكرية والعلمية ليستفيد منها الجميع، وهناك إشارات لأعلام هذه الفترة وخاصة المتأخرين منهم والذين عاشوا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ويرجع الفضل في اكتشافهم الى الباحثين من العلماء الذين عاصروهم، أو أخذوا عنهم أو علموهم، ومن أبرز الباحثين الذين أرخوا لهم العلامة سيدي محمد بن احمد الاكراري في كتابه روضة الأفنان في وفيات الأعيان المؤرخ عام 1351هـ، وقد لخصه العلامة المختار السوسي في كتابه طاقة ريحان من روض الأفنان، عام 1357هـ، كما ورد ذكرهم لدى علماء آخرين أمثال الفقيه سيدي امحمد بن ابراهيم الاكراري، كما ترد في بعض الوثائق المحلية هنا وهناك، معلومات عن وجودهم، وسنتطرق إليها في حينها إن شاء الله، ومن أشهر العلماء المحاضرين بهذه المدرسة في هذه الفترة
- العلامة سيدي احمد أوجمل الامزالي : عالم شهير ذكره المختار السوسي في كتابه المعسول، فقال عنه : من أكابر أساتذة أواسط القرن 13هـ، وتخرج على يد العلامة أبي سالم ابراهيم الإكراري، ثم أخذ عن العلامة احمد التمكيدشتي، وأقام مدة في إكرار، للدراسة في زاوية شيخه، ثم انتقل إلى مدرسة أيت عمرو بشتوكة فملأها علما حوالي 1250هـ، وكان من أكابر المتفننين المولعين بالتدريس، وكان متقشفا للغاية، وله شهرة طائرة في العبادة والعلم والصلاح، وتوفي بعد 1270هـ موافق 1854م وكانت ولادته قبل سنة 1200هـ موافق 1786م
- العلامة سيدي الحسن بن احمد أوجمل الامزالي : هو ابن العلامة سيدي احمد أوجمل المزالي الشهير، وقد ذكره المختار السوسي في كتابه المعسول، فقال عنه : علامة جهـبذ ذو صراحة بالحق لا يخشى أحدا، وتخرج على يد العلامة عبدالله اليوفتركائي ثم جال في النوازل جولان المصرح بالحق غير آبه لذي سطوة، فكان لا يتوانى على إشادة الحق فأداه ذلك الى أن فتك به أحد من حكم عليه نحو 1319هـ موافق 1901م، وأضاف الى أن في عائلة آيت أوجمل غير هؤلاء لا نعرفهم. انتهى كلام المختار السوسي، وفي كلامه هذا يشير العلامة المختار السوسي أن علينا نحن الجيل الحاضر أن نكمل ما لم يبلغه هو، وأن نبحث فيما خفي عن الباحثين القدماء والذين لم يتمكنوا من سبر أغوار أعلام بلاد شتوكة الجبلية الذين غيبتهم مجاهل التاريخ بالاهمال والنسيان، وهذا ما نتمنى أن نزيح عنه غبار الركون تحت الجذران المهددة بالخراب والدمار
- العلامة سيدي الحسن بن احمد بن عبدالله التسكدلتي الايلالني : علامة كبير من قبيلة تاسكدلت التابعة لاتحادية قبائل ايلالن، وكان من أشهر المشارطين بالمدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف بقبيلة أيت مزال في هذه الفترة، وقد تخرج على يديه عدد من العلماء، ومنهم العلامة سيدي ابراهيم المسفيوي المزالي، والذي سيخلفه في المشارطة بمدرسة تيمزكيدا واسيف، وقد ورد ذكره في ذكره في المدرسة بين سنتي 1866 – 1893م
- العلامة سيدي امحمد بن الحسن التسكدلتي : نجل العلامة سيدي الحسن التسجدلتي السابق، وقد خلف والده في مشارطة تيمزكيدا واسيف، وكان من كبار العلماء المحاضرين والمشارطين بالمدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف، وقد خلفه العلامة سيدي ابراهيم المسفيوي المزالي تلميذ والده، في تسيير هذه المدرسة
- العلامة سيدي ابراهيم بن محمد المسفيوي الامزالي : علامة أمزالي ينتمي الى قرية إيسلكان بمنطقة الخمسان وهي إحدى مناطق قبيلة أيت مزال، وتقع بالقرب من سد أهل سوس، وكان نائبا لقاضي تارودانت، ومحاضرا بين سنتي 1870-1875م، في تيمزكيدا واسيف، وقد ذكره المختار السوسي في كتابه المعسول، فقال : عالم مزالي أخذ عن العلامة الحسن التسكدلتي الايلالني في تيمزكيدا واسيف ثم شارط بعد تخرجه في مدرسة تاسكدلت ودرس فيها وكان فقيها جيدا مشاركا متخصصا في الحساب ذا خلق طيب وقد رأينا بعض من أخذوا عنه وتوفي سنة 1328هـ موافق 1910م، وترك ولده سيدي احمد المسفيوي من فقهاء القبيلة، والمعاصر للعلامة المختار السوسي
- الفقيه سيدي يدر بن مبارك المجوطي : ورد ذكره في الوثائق بأنه كان قارا بمسجد الواد أيت امزال بين سنتي 1870 – 1875م
- الفقيه سيدي أحمد بن محمد بن امحمد الرسموكي : نسبة الى قبيلة إداكوارسموك، شرق مدينة تيزنيت، ورد ذكره في الوثائق بأنه كان قارا بمسجد الواد سنة 1878م
- الفقيه سيدي احمد بن ابراهيم الزيكي : نسبة الى قبيلة إداوزيكي التي تقع في أراضيها بلدة أمسكروض، وقد ورد ذكره في الوثائق بأنه كان قارا بمسجد الواد أيت امزال بين سنتي 1893 – 1894م
- الفقيه سيدي امحمد بن عبدالله التملي : ورد ذكره في الوثائق بأنه كان قارا بمدرسة الواد أي تيمزكيدا واسيف بأيت امزال سنة 1902م
- الفقيه سيدي الطيفور بن عبدالله أوجمل الأكركمي الامزالي : ورد ذكره في الوثائق بأنه كان قارا بمدرسة الواد أي تيمزكيدا واسيف بأيت امزال سنة 1902م
ثانيا - فترة الحماية الفرنسية : وهي الفترة التي ظهر فيها مجموعة من الأعلام المتخرجين في هذه المدرسة واشتغلوا في ميادين العدل والقضاء والإفتاء، فاشتهر أمرهم حتى عينتهم السلطات في مراكز القضاء بالقطر السوسي مثل تيزنيت وتارودانت، وتنقصنا أيضا المعلومات الكافية عن تراجم علماء هذه الفترة وآثارهم، إلا ما ورد في كتب مؤرخنا العلامة المختار السوسي، ومنها كتاب (المعسول) و (سوس العالمة) و (رجالات العلم العربي في سوس) وأشهر من تولى تدريس طلبة مدرسة تيمزكيدا واسيف في هذه الفترة هم
- الفقيه سيدي العربي بن مولاي علي نيت أوعدي الورغني : من أهالي قرية أيت وارغن بأفلا واسيف المزالي، وكان حيا بين سنتي 1883 – 1927م، وهو من الفقهاء والعدول الموثقين، ورد اسمه في خواتم الرسوم والوثائق، أنه كان من الفقهاء القارين بمدرسة الوادي المزالية (تيمزكيدا واسيف) من سنة 1922 إلى 1927م، ولا نعلم هل كان من القيمين على المدرسة أم أحد طلبتها
- العلامة سيدي اليزيد الودريمي : من الفقهاء الذين شارطوا في المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف، في فترة الحماية، وهو من أهل قبيلة أيت وادريم، المجاورة لقبيلة أيت مزال غربا، وكان يشغل قاضي بقبيلة تاسجدلت التابعة لاتحادية قبائل إيلالن، كما كان محاضرا بتيمزكيدا واسيف الى سنة 1369 هـ موافق 1950م
- العلامة سيدي احمد بن موسى الرسموكي : من الفقهاء المشهورين الذين شارطوا في المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف بقبيلة أيت مزال، وهو علامة مقرئ ومتخصص في القراءات السبع، وتنقصنا معلومات كثيرة حول هذه الشخصية العلمية، الذي ينتمي الى قبيلة إداكوارسموك التابعة لاتحادية قبائل إداولتيت، والواقعة مجالاتها الترابية شرق مدينة تيزنيت
- العلامة سيدي امحمد أو العوينة : نسية الى بلدة تالعينت الشهيرة في ضواحي تيزنيت، وهو أيضا من الفقهاء المشهورين الذين شارطوا في المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف بقبيلة أيت مزال، وتنقصنا معلومات كثيرة حول هذه الشخصية العلمية سواء الشفوية أو الكتابية، مع قرب عهده، وقد خلفه في المشارطة العلامة سيدي احمد بن ابراهيم المسفيوي المزالي
- العلامة سيدي يدر بن امحمد من تكوست الوسوي : من علماء قبيلة أيت واسو، التابعة لاتحادية قبائل ايلالن، وكان ملازما بمسجد الواد أي تيمزكيدا واسيف بأيت امزال بين سنتي 1924 – 1939م
- العلامة سيدي احمد بن ابراهيم المسفيوي الامزالي : علامة أمزالي ينتمي الى قرية إيسلكان بمنطقة الخمسان بقبيلة أيت مزال، وهو أيضا من الفقهاء المشهورين الذين شارطوا في المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف بقبيلة أيت مزال، وهو نجل العلامة المذكور سابقا، والذي شارط قبله في هذه المدرسة وهو والده سيدي ابراهيم المسفيوي المزالي، وقد ذكره المختار السوسي في كتابه المعسول، وكان معاصرا له، وقد ورد ذكره في الرسوم أنه كان حاضرا بالمدرسة بين سنتي 1939 – 1942م
- العلامة سيدي محمد بن امحمد المسفيوي الامزالي : علامة أمزالي من قرية إيسلكان بمنطقة الخمسان بقبيلة أيت مزال، وهو آخر محاضر للمدرسة في شكلها ونمطها القديـم، حيث توقفت الدراسة فيها فترة لترميم بنائها وكانت هذه المبادرة الاصلاحية سببا في تأسيس أول جمعية مزالية ضمت جميع فعاليات سكان قبيلة أيت مزال من الرعيل المخضرم والذي عاصر فترة الحماية والاستقلال، وكانت تحمل اسم (اللجنة الاسعافية المزالية) وكان ذلك سنة 1956م
- الفقيه سيدي الحسين بن عبدالله أوجمل الامزالي : من قرية أكركم بمنطقة الخمسان بأيت مزال. ورد ذكره بأنه كان حاضرا في تيمزكيدا واسيف بين سنتي 1927 – 1931م
- العلامة سيدي الحاج سعيد بن سعيد المشكيكيلي : نسبة لقبيلة إيمشكيكيلن، العلامة القاضي، والنائب عن قضاة مدينة تيزنيت في منطقة أيت باها، وهو أيضا من خريجي مدرسة تيمزكيدا واسيف في أوائل القرن العشرين، وكان في زمانه قطبا في الافتاء، ومرجعا في فك النوازل، وعلما بارزا في علوم الشريعة
ثالثا - فترة ما بعد الاستقلال : وتتميز هذه الفترة بالتجديد الذي طال المدرسة العتيقة، من جميع جوانبها سواء العمرانية أو الادارية، وهي الفترة التي نعاصرها، وأبرز تغيير حدث في هذه الفترة هو تجديد المدرسة، وذلك في فجر الاستقلال، سنة 1956م، حيث قامت أول جمعية مزالية تدعى (اللجنة الاسعافية المزالية) بتأسيس معلمة علمية جديدة بجوارها وهي المعهد الاسلامي، وخصصت لها هيأة مقتصدية تتكفل بتسييرها وتمويل نفقاتها واحتياجاتها، كما عملت على إدراجها ضمن فروع المعهد الاسلامي الرئيسي بمدينة تارودانت، وفي أواخر القرن العشرين وفي إطار عصرنة التعليم توقف التدريس في هذا المعهد، وانكمش التعليم الديني في فصوله، وأدخلت بنايتها ضمن المجموعة المدرسية الابتدائية العصرية، المسماة (مجموعة مدارس ابن تيمية)، وقد سلم الله قبل ذلك بناية تيمزكيدا واسيف القديمة من الهدم أثناء تجديد المعهد الاسلامي المتوقف، فبقيت تنتظر دورها التاريخي لتعيد أمجاد ماضيها العلمي والأصلي، وهي الآن لا زالت تؤدي رسالتها كمعهد للعلم ومنهل للعرفان، ومن أشهر علمائها المحاضرين في هذه الفترة
- العلامة سيدي احمد بن امحمد التسجدلتي : علامة سوسي ينتمي الى قبيلة تاسكدلت التابعة لاتحادية قبائل إيلالن، وهو أول فقيه مشارط في المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف بأيت مزال، بعد تجديدها، من طرف أول جمعية مزالية بعد الاستقلال، سنة 1956م وهو نجل العلامة سيدي امحمد التسجدلتي الذي كان محاضرا فيها سابقا من الرعيل الأول من فقهاء هذه المدرسة قبل الاستقلال
- العلامة سيدي عبدالله أزاك البوشواري : علامة من عائلة أيت بوشوار الشهيرة، وينتمي الى قرية تاغرابوت بقبيلة أيت فالاس التابعة لاتحادية قبائل أيت وادريم، وهو ثاني محاضر شارط في المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف بأيت مزال، بعد تجديدها، مخلفا من سبقه الى المشارطة فيها، وهو الفقيه سيدي احمد بن امحمد التسجدلتي
- العلامة سيدي الحاج مبارك الدريوش الشتوكي : العلامة السوسي الغني عن التعريف لشهرته وصيته الواسع، ينتمي الى قرية أمهايش بالقليعات، شمال مدينة بيوكرى، في وسط منطقة أشتوكن بسهل سوس، وهو المحاضر الحالي في المدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف، ويتميز هذا العلامة بعلمه ونشاطه ومثابرته في عمله، وقد أضاف حضوره في هذه المدرسة شأنا أكثر مما كانت فيه، وازداد عدد طلبتها في عهده، فبلغ عددهم أكثر من مائة وعشرين طالبا، وتخرج على يديه عدد مهم من الفقهاء والخطباء والأئمة وغير ذلك من مجالات العمل الاسلامي، وقد عين أغلبهم في مدارس إسلامية بمختلف ربوع القطر السوسي
تلك مجموعة من أعلام ومشايخ المدرسة الذين توفرت لدينا معلومات عن وجودهم، وما خفي عنا منهم ليس بقليل ولا يمكن حصرهم لعراقة تاريخها وقدم وجودها، ولن نفقد الأمل في اكتشافهم واستقصاء أخبارهم، وإبراز دور المدرسة الكبير في تنوير منطقة سوس قاطبة بالعلم والمعرفة وإبلاغ رسالتها الدينية، إلى جانب مثيلاتها من المدارس العتيقة المتواجدة في القبائل المجاورة المحيطة بدائرة أيت باها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، مدرسة سيدي عمرو ومدرسة تيمزكيد اوسرير بأيت مزال، ومدرسة للا تاعلات ومدرسة سيدي بوسعيد بتاسكدلت، ومدرسة سيدي بومهدي بهلالة، ومدرسة تينودي ومدرسة أسغركيس بأيت والياض، ومدرسة تانالت بأيت صواب، ومدارس أخرى في أيت وادريم وإداوكثير وأيت تيدلي وإداكنيضيف وأشتوكن إلى غير ذلك من المدارس العتيقة السوسية العديدة، والتي لا يمكن سردها في هذه العجالة، وقد جمعها العلامة المختار السوسي في كتابه الشهير (سوس العالمة)
مرافق تيمزكيدا واسيف العتيقة
وبالنسبة لمرافق المدرسة العتيقة فبالرغم من تجديد بنائها في بداية الستينات لا زالت تحافظ على طابعها القديم وهذا من حسن تصرف المجددين وتفهمهم للمعمار التاريخي والمحافظة على أصالته، بعكس ما تعرضت له منافستها المزالية بمنطقة أفلا واسيف وهي تيمزكيد اوسرير، حيث تم تجديدها كليا ولم يبق من أثرها القديم إلا بعض المرافق الخارجية
ومن مرافق مدرسة تيمزكيدا واسيف مقصورة الصلاة وقاعة الدروس وغرف الطلبة وخزانة الكتب الجديدة وصالة للاستقبالات وأخربيش، وهو المكان المخصص للحطب، ومخزن للتموين، ولها بابان أحدهما مفتوح على ضفة الوادي وهو أقدمها ويتميز بزركشته الخشبية الجميلة والثاني مفتوح على الطريق المارة بجوارها والقاصدة سد أهل سوس
هذه مقدمة مختصرة عن التعريف بالمدرسة العتيقة تيمزكيدا واسيف، على أن نرجئ تفاصيل أخبارها وباقي المعلومات حول هذه المعلمة الاسلامية المزالية الخالدة الى المواضيع القادمة
-----------------------------------
تحرير : محمد المزالي
zalmadi-mohamed@hotmail.com
http://timezguida-ouassif.blogspot.com/
الثلاثاء 26 مايو 2020, 08:05 من طرف elhouceine
» موقع انزكان ايت ملول
السبت 25 أبريل 2020, 07:23 من طرف elhouceine
» موقع انزكان ايت ملول
السبت 25 أبريل 2020, 07:13 من طرف elhouceine
» مجموعة من العاب الفلاش اصدارات 2015
الجمعة 21 أغسطس 2015, 13:05 من طرف زائر
» كتب أمازيغية للتحميل-idlisn imazighn-livres amazighs
الثلاثاء 02 أبريل 2013, 16:12 من طرف elhouceine
» شاطىء امسوان-La plage de Imesouane-Aftas n imswan-nouvelles photos
السبت 23 مارس 2013, 17:38 من طرف elhouceine
» Tachelhit -Tassoussit le dialecte de SOUSS
الأحد 17 مارس 2013, 14:53 من طرف elhouceine
» من مدينة "دمنات "..إلى قرية "فاس".....
السبت 01 ديسمبر 2012, 16:46 من طرف elhouceine
» Nouvelles photos d'Essaouira-صور جديدة للصويرة-tiwlafin timaynutin n tassort
الثلاثاء 13 نوفمبر 2012, 07:39 من طرف elhouceine