الإطار الجغرافي لمنطقة إداوتنان

الإطار الجغرافي لمنطقة إداوتنان


اداوتنان اسم لثلاث قبائل تشكل اتحادية مهمة، وتحتل الجزء الغربي للأطلس الكبير[1]. تحدها شرقا قبيلة اداوزكي، وتمتد غربا إلى المحيط الأطلسي، وكل من منطقة تغازوت وأيت أمر. ومن الناحية الجنوبية، فإن حدود هذه القبيلة تصل إلى منطقة مسكينة ومشارف مدينة أكادير، وتتجه نحو قبائل حاحا وبعضها أيت عيسى واداوتغما شمالا، وقبائل اداوتنان هي كالتالي: أيت واعزون وتقع جهة الشمال الشرقي من جبال اداوتنان، وتحدها قبائل حاحا الجنوبية من جهة الشمال الغربي. ثم قبيلة تنكرت وتستوطن ناحية الشمال الغربي، أخيرا إفسفاسن وهي أقلها سكانا وتقع جهة الجنوب الغربي[2].

وكل قبيلة من هذه القبائل تشكل ثلث المنطقة، وايت واعزون هي أكبر هذه القبائل الثلاث[3].

تبلغ مساحة المنطقة 1500 كلم/مربع تقريبا، وتشكل شكل دائري يناهز قطره 400 كلم/مربع كمتوسط، وقد حدد الكاشطي هذه المساحة بقوله: ومسافتها يومين طولا ويومين عرضا[4] «. وكلها جبال شاهقة صعبة المسالك تكون سلسلة متصلة ومتوازية الارتفاع، وتشرف على منطقة اداوزكي شرقا، وسهل سوس جنوبا، والساحل الأطلسي غربا، ومنطقة حاحا شمالا. وهي مكسوة بغابات كثيفة الأشجار كالأركان، والعرعار، والبلوط، والجبوز، بالإضافة إلى أشجار اللوز، والزيتون، والنخيل. والى جانب ذلك فان هذه الجبال مكسوة بأنواع مختلفة من النباتات والأعشاب، كالزعتر والسدرة والشيح. كما تتخللها ينابيع وأودية كثيرة. وأعلى قمة تسجل بالمنطقة هي 1789 متر بتوريرت مولاي علي. أما السهول فهي قليلة إن لم نقول منعدمة، ما عدا بعض الأجزاء في كل من قبلتي تنكرت وأيت واعزون.

وبالنسبة للثروة الحيوانية، فإنها متنوعة وفي طريق الانقراض، وتتشكل أساسا من الخنزير البري، الذئب، الثعلب، الأرنب البري، الحجل، السنجاب، النسر، الغراب، وأنواع أخرى من الطيور، أما الحيوانات المفترسة فهي منقرضة تماما من المنطقة.

رغم وقوع اداوتنان بالقرب من الساحل الأطلسي، وبعدها عن المؤثرات الصحراوية، إلا أن مناخها شبه جاف، يتميز بالبرودة في فصل الشتاء، وبالحرارة في فصل الصيف، ورطب لمدة ثلث السنة، ويتراوح معدل التساقطات ما بين 250 و 1000 ملم، وتعرف مرتفعات هذه المنطقة تساقطات ثلجية، أما درجة الحرارة فإنها تتراوح ما بين 0 و38 درجة كأعلى معدل.

نستخلص إذا أن الظروف الطبيعية والمناخية لمنطقة اداوتنان، هي ظروف قاسية وصعبة، وهذه الظروف القاسية فرضت على السكان المستقرين بها، بذل المزيد من الجهود لتجاوز هذه المعيقات الطبيعية والتحكم فيها واستغلالها.

كتبهامحمد فراح
جمعية فونتي للذاكرة و التراث